(212) وكان عمر يظهر دائما اعجابه بما يقضى به على رضى الله عنهما، ويعترف بأعلميته وأهليته للقضاء، واشتهر عنه قوله: لا أبقانى الله لمعضلة لم يكن لها أبو الحسن(1). وكان ينفذ أحكامه دون تردد. وكان فى بعض الأحيان تعرض عليه قضايا فيمتنع عن النظر فيها ويرفعها الى على ليرى فيها رأيه. فقد نقل صاحب كتاب الأعيان عن القاضى نعمان فى شرح الأخبار عن أبى عثمان النهدى قال: جاء رجل الى عمر فقال انى طلقت امرأتى فى الشرك تطليقة وفى الاسلام تطليقتين فما ترى؟ فسكت عمر فقال له الرجل ما تقول. قال كما أنت حتى يجىء على بن أبى طالب، فجاء على فسأله، فقال: هدم الاسلام ما قبله هى عندك على واحدة(2). وذكر الطبرى فى ذخائر العقبى عن محمّد بن الزبير قال: دخلت مسجد دمشق فاذا أنا بشيخ قد التوت ترقوتاه من الكبر، فقلت يا شيخ من أدركت؟ قال عمر رضى الله عنه فقلت فما غزوت معه؟ قال: غزوت اليرموك. قلت فحدثنى شيئا سمعته. قال: خرجت مع فتية حجاجا فأصبنا بيض نعام وقد احرمنا فلما قضينا نسكنا ذكرنا ذلك لأمير المؤمنين عمر، فأدبر وقال اتبعونى حتى انتهى الى حجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضرب حجرة منها فأجابته امرأة فقال: أتم أبو حسن؟ قالت: لا. فمر فى المقتاة فأدبر وقال اتبعونى حتى انتهى اليه وهو يسوى التراب بيده فقال مرحبا يا أمير المؤمنين، فقال ان هؤلاء أصابوا بيض نعام وهم محرمون، فقال ألا أرسلت الى. قال أنا أحق باتيانك. قال يضربون الفحل قلائص أبكارا بعدد البيض فما نتج منها اهدوه. قال عمر: فان الابل تخدج. قال على والبيض يمرض. فلما أدبر قال عمر: اللهم لا تنزل بى شديدة الا وأبو الحسن الى ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ أعيان الشيعة. ج 2، ص 179. 2 ـ المصدر السابق، ج 2 ص 180.