(211) عمر بن الخطاب رضى الله عنه. المبحث الرابع: قضاء علي(عليه السلام) في عهد عمر بن الخطاب كنا قد أشرنا الى أن على بن أبى طالب رضى الله عنه يتمتع بشخصية القاضى بكل أبعادها وهو ما لم يكن موجودا عند غيره، ومنهم عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وكان عمر رضى الله عنه على ما هو معروف عنه من أنه الفاروق وأنه فرق الله به بين الحق والباطل، باسلامه ودفاعه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غير بارع فى القضاء فكان يصدر أحكاما على المتخاصمين فيها خلل كبير يدل على عدم دراية اما بالأصول; أصول التقاضى، واما بالنصوص التى يجب أن تطبق على القضية. وهذا لا ينتقص من شخصية عمر ولا من مكانته فليس مطلوبا من كل انسان أن يكون بارعا فى كل شىء وماهرا فى الأمور جميعا وملكات الأفراد تختلف من شخص لآخر وقد بين النبى صلى الله عليه وآله وسلم ذلك عندما بين مهارات بعض أصحابه فقال ـ كما ورد معنا سابقا ـ "أقضاكم على" وفى حديث آخر رواه قتاده عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ارحم أمتى بأمتى أبو بكر وأشدهم فى أمر الله عمر وأصدقهم حياء عثمان وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وأفرضهم زيد بن ثابت وأقرأهم أُبي ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيده بن الجراح"(1). فكانت أقضيته هذه اذا التى وصلت الى على بن أبى طالب رضى الله عنه ردها، وبين وجوه الخلل فيها وأصدر فيها الحكم الصحيح المعلل. لأن عليا كان يعلل أحكامه. أى أنه يبين الوجوه التى استند اليها، والأسباب، والنصوص. ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ عارضة الأحوذى ج 13، ص 202 أبواب المناقب.