(210) المبحث الثالث: قضاؤه(عليه السلام) فى عهد الخلفاء الذين سبقوه : بوفاة النبى صلى الله عليه وآله وسلم والتحاقه بالرفيق الأعلى فى الجنة توقف وحى السماء، وصار العلم علما بالكتاب والسنة، والنبى صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلى رضى الله عنه: "أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبى بعدى" فلا نبوة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو خاتم النبيين. فمن كان أعلم الناس بالكتاب والسنة من بين أصحاب محمّد صلى الله عليه وآله وسلم؟! انه بدون منازع على بن أبى طالب. وهى منزلة أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أنا دار الحكمة وعلى بابها"، وقال لابنته فاطمة كما مر معنا أنه زوجها بأعلمهم. وقد ادعى علي هذه المنزلة، فكان يقول: سلونى.. سلونى. ورغم كثرة أعدائه ومبغضيه فلم يتجرأ أحد على الاعتراض على دعواه أو الرد عليها حتى أن خصومه المباشرين كانوا اذا سئلوا عن مسائل وعجزوا عن الجواب كانوا يحيلون السائل على علي رضى الله عنه. فكان يجد الجواب الشافى. بالاضافة الى ذلك فقد اعترف الجميع بأن عليا رضى الله عنه أقضى الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان عمر بن الخطاب يقول: "أقضانا على"(1). ولقد كان قضاؤه فى عهد أبى بكر يسيرا فلم تنقل الروايات الا النزر اليسير وكذلك فى عهد عثمان بن عفان. ويبدو أن عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه قد حفل بالدور الأكبر لعلى رضى الله عنه لذلك سنركز على دوره القضائى فى عهد ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ راجع كتاب ذخائر العقبى فى مناقب ذوى القربى لمجد الدين أحمد بن عبدالله الطبرى، ص 83.