(206) صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أقضى أمتى على". أخرجه البغوى فى المصابيح الحسان(1). وعن عمر رضى الله عنه قال:"أقضانا على". أخرجه السلفى. وعن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلى رضى الله عنه: تخصم الناس بسبع ولا يحاجك أحد من قريش أنت أولهم ايمانا بالله، وأوفاهم بعهدالله وأقومهم بأمر الله، وأقسمهم بالسوية، وأعدلهم فى الرعية، وأبصرهم بالقضية وأعظمهم عند الله مزية. أخرجه الحاكم(2). فهل بعد هذا البيان النبوى قول لقائل، وهل بعد هذه الشهادة شهادة أعظم منها. وقد جاءت الوقائع التى قضى فيها على بن أبى طالب بقضائه تدل على دقة التقدير النبوى لهذه الشخصية العظيمة فى مجال القضاء. كما فى غيره من المجالات التى زكاه فيها صلى الله عليه وآله وسلم. ونذكر على سبيل المثال بعضا من قضائه رضى الله عنه زمن النبى صلى الله عليه وآله وسلم: عن ابراهيم بن هاشم النوفلى عن السكونى، عن أبى عبدالله عليه السلام قال: بعث النبى صلى الله عليه وآله وسلم عليا الى اليمن واذا زبية(3) قد وقع فيها الأسد، فأصبح الناس ينظرون اليه ويتزاحمون ويتدافعون حول الزبية، فسقط رجل فى الزبية، وتعلق بالذى يليه، وتعلق الآخر بالآخر، حتى وقع فيها أربعة، فجرحهم الأسد، وتناول رجل الأسد بحربة فقتله، فأخرج القوم موتى، فانطلقت القبائل الى ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ نفس المصدر، ص 83. 2 ـ نفس المصدر، ص 83. 3 ـ الزبية: حفرة تحفر ليقع فيها الأسد فيتم اصطياده.