(205) الفصل الثانى علي رضى الله عنه والقضاء المبحث الأول: قضاؤه زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : القضاء بالاضافة الى أنه علم فهو موهبة من الله عز وجل، والمواهب خصائص يختص بها الله من يشاء من عباده. والعلم يغذى الموهبة ويعطيها أبعادا واسعة فكيف اذا اجتمع العلم والتقوى ومخافة الله عز وجل مع الموهبة، وكيف اذا اقترن كل ذلك بالمهابة. لقد اجتمعت كل تلك الصفات فى أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه، فكان أعظم قاض عرفه الاسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقد أدرك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شخصية على رضى الله عنه فولاه القضاء وهو حديث السن. فقد ورد عنه أنه قال: لما بعثنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الى اليمن قاضيا وأنا حديث السن فقلت يا رسول الله تبعثنى الى قوم تكون بينهم أحداث ولا علم لى بالقضاء، قال: ان الله سيهدى لسانك ويثبت قلبك. قال: فما شككت فى قضاء بين اثنين. خرجه أحمد(1). وقرر النبى صلى الله عليه وآله وسلم أن عليا رضى الله عنه هو أقضى هذه الأمة، فهو أقضى الأولين والآخرين فيها ولا يستطيع أحد أن ينازعه زعامة القضاء والبراعة فيه الى أن يرث الله الأرض ومن عليها. فعن أنس رضى الله عنه أن النبى ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ ذخائر العقبى، ص 83.