(120) فهذه الجوامع وغيرها التي لم نشر إليها بغية الاختصار قد احتضنت علوم أهل البيت (عليهم السلام) في مختلف المجالات، ومن أراد أن يتمسّك بالثقلين فهذا هو كتاب الله، وهذه هي سُنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) التي نقلها أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) عنه. وهناك نكتة جديرة بالإشارة وهي أنّه إذا كانت أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)مطهّرين من الرجس، حسب تنصيص الكتاب، والمرجع العلمي بعد رحيل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وقرناء القرآن وأعداله بنفس رواية الثقلين، إلى غير ذلك من سمات ومواصفات، فلماذا غفل إخواننا أهل السُنّة عن الرجوع إليهم والاستضاءة بأنوارهم وركوب سفينتهم حتّى ينجوا من الغرق. والعجب أنّهم رجعوا إلى كلّ صحابي وتابعي وكلّ إنسان يتّسم بالسلفية، ومع ذلك لا نرى أنّهم يتمسّكون بأحاديث أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) إلاّ نزراً قليلا لا يذكر. فهم طرقوا كلّ باب حتّى باب مستسلمة أهل الكتاب كعب الأحبار ووهب بن منبّه إلى غير ذلك ولم يطرقوا باب أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) . نسأله سبحانه أن يلمّ شعث المسلمين ويرزقهم توحيد الكلمة، كما رزقهم كلمة التوحـيد. وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين * * *