(119) وقد حذف الأسانيد وجاء بالمتون لاشتهار صدورها عن علي (عليه السلام)، وقد قام غير واحد من الأصحاب بالاستدراك على ما نقله الشريف الرضي، فذكروا خطباً ورسائل كثيرة، كما استخرج بعضهم أسانيد نهج البلاغة من الكتب المؤلّفة قبل الشريف الرضي، وقد قيل في حقّه: إنّه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق. السابع ـ أربعمائة مصنَّف لأربعمائة مصنِّف: إنّ أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) قد ربّوا جيلا كبيراً من الفقهاء والمحدّثين، فدوّنوا ما وعوه عنهم في كتبهم المعروفة بأربعمائة مصنّف، ولم يزل بعضها موجوداً إلى الآن بهيئتها ووضعها. غير أنّ كثيراً منها قد انتقل موادّها إلى الأُصول المؤلّفة على يد علماء الشيعة في الأعصار المتأخّـرة وهي بين جـوامع أوّلية كـ: «المحاسن» لأحمد بن محمّد بن أبي خالد البرقي (المتوفّى 274 هـ)، و«نوادر الحكمة» لمحمّد بن أحمد بن يحيى الأشعري القمّي (المتوفّى 293 هـ)، وكتاب «الجامع» لأحمد بن البزنطي (المتوفّى 221 هـ)، وكتاب «الثلاثين» للأخوين الحسن والحسين ابني سعيد بن حمّاد الأهوازي. وبـين جـوامع ثانويـة كـ: «الكافـي» للشـيخ الكليـني (المتوفّى 329 هـ)، و «من لا يحضره الفقيه» للمحدّث الخبير أبي جعفر الصدوق (المتوفّى 381 هـ)، و «التهذيب» و «الاستبصار» للشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (المتوفّى 460 هـ). وبين جوامع متأخّرة كـ: «الوافي» لمحمّد بن محسن الفيض الكاشاني (المتوفّى 1091 هـ)، و «وسائل الشيعة» للحرّ العاملي (المتوفّى 1104 هـ)، و «بحار الأنوار» لمحيي السُنّة الشيخ محمّد باقر المجلسي (المتوفّى 1111 هـ).