(116) نحدّثكم برأيـنا وهـوانا لكنّا مـن الهالكـين، ولكنّا نحدّثكـم بأحاديـث نكنزها عن رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)(1). وقد كان عليّ (عليه السلام) أعلم الناس بسُنّة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكيف لا يكون ذلك، وهو يقول: إنّي كنت إذا سألت أنبأني وإذا سكتّ ابتدأني. وقد كان يصدر عن ذلك الكتاب إمام بعد إمام، وهذا هو ولده الإمام الحسن السبط (عليه السلام) يصف كتاب عليّ: إنّ العلم فينا ونحن أهله، وهو عندنا مجموع كلّه بحذافيره، ومنه لا يحدث شيء إلى يوم القيامة حتّى أرش الخدش إلاّ وهو عندنا مكتوب بإملاء رسول الله وخطّ عليّ بيده. وقال الإمام زين العابدين (عليه السلام) لرجل شاجره في مسألة فقهية: يا هذا ! لو صرت إلى منازلنا لأريناك آثار جبرئيل في رحالنا، أيكون أحد أعلم بالسُنّة منّا؟! وقال الإمام أبو جعفر الباقر (عليه السلام) للحكم بن عتيبة: اذهب أنت وسلمة وأبو المقدام حيث شئتم ـ يميناً وشمالا ـ فوالله لا تجدون العلم أوثق منه عند قوم كان ينزل عليهم جبرائيل. وقال (عليه السلام) لسلمة بن كهيل والحكم: شرّقا وغرّبا، لن تجدا علماً صحيحاً إلاّ شيئاً يخرج من عندنا أهل البيت. إلى غير ذلك من كلمات أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)، والتي تعرب عن علمهم بالسُنّة والكتاب، وأنّهم أعرف الناس بمواقع الكتاب والسُنّة. ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ قد جمع العلاّمة المجلسي ما ورد من الأثر حول كتاب عليّ في موسوعته بحار الأنوار: 26 / 18 ـ 66 تحت عنوان: باب جهات علومهم وما عندهم من الكتب، الحديث 12، 1، 10، 20.