(113) وأجلس حسناً وحسيناً كلّ واحد منهما على فخذه، ثمّ لفّ عليهم ثوبه وأنا مستدبرهم، ثمّ تلا هذه الآية: (إنّما يُريدُ الله لِيُذهبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّركُمْ تَطْهيراً). وإمّا الثالث: فقد أخـرج الطـبري عن أنـس: أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يمرّ ببيت فاطمـة (عليها السلام) ستّة أشهر كلّما خرج إلى الصلاة، فيقول: الصلاة أهل البيت (إنّما يُريدُ الله لِيُذهبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّركُمْ تَطْهيراً)(1). اعتراف أئمّة المذاهب بأفقهية أهل البيت (عليهم السلام) : إنّ كثيراً من علماء أهل السُنّة ـ قديماً وحديثاً ـ اعترفوا بأفقهية أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)، فها نحن نذكر هنا شيئاً قليلا من كثير. روى ابن عساكر في تاريخه في ترجمة السجّاد ( علي بن الحسين (عليهما السلام) ) عن أبي حازم أنّه قال: ما رأيت هاشمياً أفضل من علي بن الحسين وما رأيت أحداً كان أفقه منه(2). وقال الشافعي: إنّ علي بن الحسين أفقه أهل البيت(3). وقال عبـدالله بن عطاء: مـا رأيـت العلماء عند أحـد أصـغر علماً مـنهم ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ وللوقوف على مصادر هذه الروايات لاحظ: تفسير الطبري: 22 / 5 ـ 7، والدرّ المنثور: 5 / 198 ـ 199، والروايات تربـو على أربـع وثلاثـين رواية، ورواها من عيون الصحابة: أبو سعيد الخدري، أنس بن مالك، ابن عبّاس، أبو هريرة الدوسي، سعد بن أبي وقّاص، واثـلة بـن الأسـقع، أبو الحـمراء أعني هلال بـن حارث، ومـن أُمّهات المؤمـنين: عائشة وأُمّ سلمة. ورواه من أصحاب الصحاح: مسلم في صحيحه: 7 / 122 ـ 123، والترمذي في سُننه، ولاحظ: جامع الأُصول ـ لابن الأثير ـ: 10 / 103. 2 ـ سير أعلام النبلاء: 4 / 394. 3 ـ شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ: 15 / 274.