(111) رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجّة يوم عرفة على ناقته القصواء يخطب، فسمعته يقول: يا أيّها الناس إنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا، كتاب الله وعترتي(1). 4 ـ أخرج الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله: إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض(2). وهذا الحديث المعروف بحديث الثقلين رواه عن النبيّ أكثر من ثلاثين صحابياً، ودوّنه ما يربو على ثلاثمائة عالم في كتبهم في مختلف العلوم والفنون، وفي جميع الأعصار والقرون، فهو حديث صحيح متواتر بين المسلمين، وقد عيّن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ببركة هذا الحديث من يسدّ هذه الثغرات ويكون المرجع العلمي بعد رحيله، وليس هو إلاّ أهل بيته. مَن هم أهل البيت ؟ وأمّا مَن هم أهل بيته الّذين هم أحد الثقلين، وأشار إليهم سبحانه في قوله: (إنّما يُريدُ الله لِيُذهبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّركُمْ تَطْهيراً)(3)؟! فقد عرّفهم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في مواطن متعدّدة، بل كان له (صلى الله عليه وآله وسلم) عناية وافرة بتعريفهم لم ير مثلها إلاّ في موارد نادرة. أوّلا: صرّح بأسماء من نزلت الآية في حقّهم، حتّى يتعيّن المنزول فيه باسمه ورسمه. ثانياً: قد أدخل جميع من نزلت الآية في حقّهم تحت الكساء ومنع من ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ سُنن الترمذي: 199. 2 ـ مسند أحمد: 3 / 14. 3 ـ سورة الأحزاب: 33.