(110) يفكّر في ملء تلك الثغرات المعنوية الحاصلة برحيله. وهذا ما يسوقنا إلى الفحص في كلمات الرسول الأعظم حتّى نتعرّف على من عيّنه الرسول لملء هذه الثغرات. فإذا رجعنا إلى أحاديث النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) نقف بوضوح على أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد سدّ هذه الثغور بإخلاف من جعلهم قرناء الكتاب وأعداله، وأناط هداية الأُمّة بالتمسّك بهما. وها نحن نذكر الشيء القليل الذي هو كنموذج من كلماته الكثيرة في ذلك المجال. 1 ـ روى ابن الأثير الجزري في جامع الأُصول عن جابر بن عبدالله، قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجّة الوداع يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب، فسمعته يقول: «إنّي تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي». 2 ـ وأخرج مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم، قال: قام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكّة والمدينة، وحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر، ثمّ قال: أمّا بعد: ألا أيّها الناس فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربّي فأُجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين أوّلهما: كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه. ثمّ قال: وأهل بيتي أُذكّركم الله في أهل بيتي، أُذكّركم الله في أهل بيتي، أُذكّركم الله في أهل بيتي(1). 3 ـ أخرج الترمذي في صحيحه عن جابر بن عبدالله الأنصاري، قال: رأيت ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ صحيح مسلم: 2 / 325.