(11) ليكونوا أماناً لهم من مضلاّت الفتن. كما توقّف المؤتمر عند فقه أهل البيت عليهم السلام ودعا المذاهب الفقهية الإسلامية إلى الانفتاح على هذا الفقه، كما صنع من قبل نفر من كبار شيوخ العلم والفقه من أئمّة المسلمين رحمهم الله، أمثال شيخ الأزهر الأسبق الإمام الشيخ محمود شلتوت رحمه الله، وقد اكسب انفتاح باب الاجتهاد في مدرسة أهل البيت منذ أكثر من ألف سنة هذا الفقه مادّة علمية غزيرة وأُصولا محكمة ومتينة في الاستنباط الفقهي وقدرة فائقة على تقعيد القواعد الفقهية.. ولهذه الأسباب يجدر بفقهاء المسلمين الانفتاح على فقه أهل البيت إلى جانب فقه سائر المذاهب. ودعا المؤتمر إلى الاهتمام بتاريخ سادات أهل البيت وعلمائهم ودورهم في إصلاح هذه الأُمّة ونشر الإسلام وحفظ ثغور المسلمين والالتفات إلى هجرتهم الواسعة إلى أطراف العالم الإسلامي وسائر الأقطار الأُخرى شرقاً وغرباً وتقويم ما حقّقته هذه الهجرة من خيرات وبركات للإسلام والمسلمين. وأكّد المؤتمر الاهتمام بإحياء علم الأنساب وإحصاء سادات أهل البيت وإعادة نقابات البيت النبوي على الطريقة المألوفة في التاريخ الإسلامي. كما أكّد على ضرورة إنشاء مركز وثائقي يتكفّل بضبط شجرات الأشراف وإيجاد مكتبة عامّة ترتبط بذلك. وقد اهتمّ المؤتمر (وهو يدرس قضية الوحدة الإسلامية) بموضوع الغزو الثقافي الذي يمارسه الغرب في العالم الإسلامي مهدّداً وحدته وأمنه الفكري وتراثه الحضاري مستخدماً في هذا السبيل كلّ الوسائل الإعلامية الحديثة. ولأجل هذا يوصي المؤتمر بإنشاء مؤسّسات إعلامية وثقافية وعلمية كبيرة لمواجهة تحدّيات المؤسّسات الإعلامية والثقافية الغربية، مضاهية لحجم وقدرة تلك المؤسّسات العاملة في الغرب.