(10) وبدأ المؤتمرون أعمالهم بلقاء ولي أمر المسلمين سماحة آية الله السيّد علي الخامنئي حفظه الله وقد كان اللقاء حافلا بأفكار بنّاءة ألقاها سماحته فيهم لإعادة مجد هذه الأُمّة وشموخها من جديد والسبل التي تضمن إعادة الدور القيادي لهذا الدين ولهذه الأمّة على وجه الأرض. وقد انعقدت جلسات المؤتمر حول المحور الرئيسي الذي اختاره عنواناً لجدول أعماله في هذه السنة وهو: «مكانة أهل البيت في الإسلام والأُمّة الإسلامية». وقد توقّف المؤتمر طويلا حول عنوان حبّ ومودّة أهل البيت ودعا إلى تعميق وتأكيد هذا الحبّ استجابة لأمر الله سبحانه في كتابه الكريم (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى). وأكّد المؤتمر أنّ مودّة أهل البيت عليهم السلام هي من عوامل تقارب المسلمين ووحدتهم وقد جمعنا الله تعالى على حبّه وحبّ رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته وأوليائه الصالحين. وأنّ هذه المودّة التي دعا إليها القرآن الكريم وتضافرت عليها الروايات الصحيحة من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تضع أهل البيت عليهم السلام موضع الشاهد والقدوة والأُسوة في حياة هذه الأُمّة... وبذلك يجب أن تتحوّل هذه المودّة من حالة عاطفية إلى حالة سلوكية في حياة هذه الأُمّة. وقد توقّف المؤتمر طويلا حول المرجعية العلمية لأهل البيت عليهم السلام والتي أكّدها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث الثقلين الشهير الذي رواه الإمام مسلم في الصحيح والكثير من أصحاب الصحاح وثقات المحدّثين وتعدّدت في ذلك الروايات عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أكثر من موضع ممّا يدلّ على أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يهتم بتحقيق المركزية والمرجعية لأهل البيت في حياة هذه الأُمّة