(105) هنا في إثبات كون أهل البيت الفئة التي منحت الأهلية للمرجعية العلمية لهذه الأُمّة. ويمكن تلخيص هذا المنهج في الخطوات الخمس التالية: أوّلا: التعرّف على ظواهر القضية التي نريد إثباتها، من خلال التجربة والحسّ. ثانياً: بعد ملاحظة تلك الظواهر وتجميعها، ننتقل إلى مرحلة تفسيرها، وإيجاد فرضية علمية صالحة من خلال تفسير هذه الظواهر وتبريرها، والمقصود بكونها صالحة هو أنّها إذا كانت ثابتة في الواقع فهي تستبطن أو تتناسب مع وجود جميع تلك الظواهر الموجودة بالفعل. ثالثاً: إن لم تكن هذه الفرضية صحيحة وثابتة في الواقع، فإنّ فرصة تواجد تلك الظواهر مجتمعة كلّها ضئيلة جدّاً، أي أنّ نسبة احتمال وجودها جميعاً إلى احتمال عدمها أو عدم واحدة منها ـ على الأقلّ ـ ضئيلة جدّاً. رابعاً: نخلص إلى أنّ تلك الفرضية صادقة، ودليل صدقها هو وجود تلك الظواهر المجتمعة معاً، والتي أحسسناها في الخطوة الأُولى. خامساً: إنّ درجة إثبات تلك الظواهر للفرضية المطروحة في الخطوة الثانية تتناسب عكسياً مع نسبة احتمال وجود تلك الظواهر جميعاً إلى احتمال عدمها على افتراض كذب الفرضية، فكلّما كانت هذه النسبة أقلّ كانت درجة الإثبات أكبر، حتّى تبلغ في حالات اعتيادية كثيرة درجة اليقين الكامل بصحّة الفرضية(1). ونحن في هذا البحث استخدمنا هذا المنهج استخداماً غير مباشر حيث قلنا: إنّ كلّ هذه الظواهر التاريخية الثابتة إنّما تنسجم مع الأهلية الحقيقية لهم عليهم السلام لهذه المرجعية وإلاّ احتجنا إلى الكثير من الصدف التي لا يُعقل ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ انظر: المصدر السابق: ص 355 ـ 410 وقد عرض الشهيد الصدر هذا المنهج بصورة مبسّطة ومختصرة في كتابه (المرسل الرسول الرسالة)، ص 24 ـ 27.