(104) 3 ـ وإنّهم لم يحتاجوا إلى أحد في حياتهم العلمية، سوى المعصوم الذي سبقهم. 4 ـ إنّ أعلام الأُمّة ورجالات المسلمين، بدءاً بالخلفاء الراشدين وأئمّة المذاهب الإسلامية وحتّى الآن، شهدوا بأعلمية أهل البيت، وبحاجة المسلمين إلى مرجعيتهم العلمية. 5 ـ إنّ أهل البيت وظّفوا علمهم لخدمة الأُمّة ومصالحها، برغم قساوة الظروف التي واجهتهم. 6 ـ وبناءً على ما سبق فإنّ أهل البيت (عليهم السلام) مرجعية علمية عامّة للمسلمين، دون أن يؤثّر في ذلك زمان أو مكان، وهو الحد الأدنى الذي يتّفق عليه المسلمون بشأن محورية أهل البيت في الوحدة الإسلامية. فإذا كانت الإمامة السياسية لأهل البيت موضع جدل بين المسلمين، فإنّ المرجعية هي ـ وفقاً لما سبق ـ نقطة التقاء بين المسلمين(1). واتّفاق المسلمين على هذه الحقيقة أمر في غاية الأهمّية; لأنّ من شأنه تقرير مصير الأُمّة في قضية طالما حاول الحكّام وحاولت السياسة التعتيم عليها طيلة مئات من السنين. ومن المناسب هنا الإشارة إلى منهج الدليل الاستقرائي الذي استخدمه الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر لإثبات الخالق تعالى; لأنّه منهج يُعتمد عليه في إثبات جميع الحقائق العلمية، وهو يقوم على حساب الاحتمالات(2). فنستخدمه ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ لا يعني هذا ذوبان المذاهب الإسلامية في مذهب واحد، بل يعني تحديد مساحة مرجعية عامّة يلتقي عندها كلّ أتباع المذاهب الإسلامية، مع احتفاظ كلّ مذهب وفريق بخصوصياته. 2 ـ انظر: السيّد محمّد باقر الصدر، الأُسس المنطقية للاستقراء (ق 3)، ص 135 فما بعدها.