(103) كذا الحال مع الإمام الباقر (عليه السلام) الذي كان يضع علمه وخبرته تحت تصرّف الدولة الإسلامية، ومن ذلك حلّه مشكلة السكّة حين قنّنها الروم على المسلمين فأشار الإمام الباقر (عليه السلام) على عبد الملك بن مروان بأن يضرب السكّة باسمه. ثمّ مواقف الإمام الصادق (عليه السلام) من قضايا الخلاف الكبرى بين الفرق الإسلامية في العهد العبّاسي، فكان يوجِّه أصحابه وشيعته بشأن سلوكهم مع أتباع المذاهب الأُخرى، فيقول: «صلّوا في جماعتهم، وعودوا مرضاهم، واحضروا جنائزهم وموتاهم; حتّى يقولوا: رحم الله جعفر بن محمّد، فلقد أدّب أصحابه، كونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا»(1). والأمر نفسه كان يحدث مع الأئمّة الآخرين، وبالإمكان مراجعة مواقفهم كما جاءت في المصادر التاريخية وفي كتب التراجم الموثّقة. وعموماً فإنّ هذه المواقف كانت تعبِّر عن نظرتهم المتفرّدة لقضايا الأُمّة وتشخيصهم الدقيق لمصلحتها العليا. النتائج: نخلص ممّا سبق إلى نتائج نضعها بين أيدي الباحثين والمختصّين; للتداول والحوار، بهدف إثرائها وبلورتها: 1 ـ إنّ القرآن الكريم والسُنّة الشريفة أكّدا مرجعية أهل البيت العلمية العامّة لكلّ المسلمين. 2 ـ إنّ السُنّة الشريفة الصحيحة كشفت عن المقصود بأهل البيت بصفاتهم وعددهم. ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ الفصول المهمّة في توحيد الأُمّة، للسيّد عبد الحسين شرف الدين.