(102) الشرعي. وفي السياق نفسه تأتي مواقفه في مرحلة خلافة عمر، فحين استشاره الخليفة في أن يخرج بنفسه لغزو الروم، فإنّ الإمام عليّ (عليه السلام) أشار على عمر بعدم الخروج بنفسه; لأنّه خليفة المسلمين ومحور وحدتهم(1). وفعل الشيء نفسه حين استشاره عمر بأن يخرج بنفسه لقيادة جيش المسلمين المتوجّه لفتح إيران; لأنّه ـ كما يقول الإمام عليّ ـ لا بُدّ أن يكون القطب الذي تدور الرحا حوله، فخروجه يعني تشتّت أمر المسلمين(2). وفي السياق نفسه جاء صلح الإمام الحسن (عليه السلام) مع معاوية في إطار الظروف الاستثنائية التي مرّ بها الإمام وعانت منها الأُمّة، ثمّ ثورة الإمام الحسين (عليه السلام); إذ ضحّى الحسين (عليه السلام) بنفسه وبصحبه وأهل بيته من أجل مصلحة الأُمّة والحيلولة دون استشراء الانحراف في جسدها. ويلفت الإمام السجّاد (عليه السلام) الأنظار بدعائه للجيش الإسلامي برغم خضوع هذا الجيش لقيادة الأُمويين الّذين أذاقوا أهل البيت الأمرّين، وهو دعاؤه المعروف بدعاء «أهل الثغور» الذي يقول فيه: «اللّهمّ صلّ على محمّد وآله وحصِّن ثغور المسلمين بعزّتك، وأيّد حماتها بقوّتك... وكثّر عددهم واشحذ أسلحتهم... وألِّف جمعهم، ودبِّر أمرهم، وواتر بين مسيرهم، وتوحّد بكفاية مؤنهم، وأعضدهم بالنصر، وأعنهم بالصبر... اللّهمّ أعزّ بكلّ ناحية من المسلمين على من أزاءهم من المشركين وامددهم بملائكة من عندك مردفين»(3). ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ المصدر السابق، الخطبة 134. 2 ـ المصدر السابق، الخطبة 146. 3 ـ الإمام زين العابدين (السجّاد)، الصحيفة السجّادية، ص 87 ـ 91.