وحلت في آذار 1970. وبعدئذ أشرفت الحكومة على إصدار مجلة «الأصالة» لتعبر عن وجهة النظر الرسمية في المجال الديني. وبرز في هذه الفترة عبد اللطيف سلطاني (1902 - 1984) الذي يعتبره بعضهم الأب الروحي للحركة الإسلامية الجزائرية، وقد لعب دوراً كبيراً في مهاجمة الاشتراكية. وبرز أيضاً الشيخ أحمد سحنون. جاء الميثاق الوطني عام 1976 لمحاولة احتواء هذه الاتجاهات الإسلامية المتنامية. وتصاعد التيار الإسلامي بمجيء الشاذلي بن جديد الذي سمح بقدر من حرية التعبير، وحاول كسب ود الإسلاميين، وسمح للخطباء بالحديث في المساجد. ويرى بعض المؤرخين أن العمل المنظم بدأ بتأسيس مسجد الطلبة في جامعة الجزائر المركزية الذي أسسه المفكر الإسلامي مالك بن نبي عام 1968، وأشرف عليه عدد من أتباعه الذين انتشروا فيما بعد داخل التنظيمات الإسلامية. لكن بداية الثمانينات من هذا القرن هي انطلاقة الحركات الإسلامية الحقيقية، وساعدها على ذلك سياسة بن جديد، ونجاح الثورة الإسلامية في إيران. وكانت أولى الجماعات التي تبلورت هي جماعة «التبليغ والدعوة» عام 1979، وشهد عام 1982 مواجهات ضد الطلاب اليساريين، ومظاهرات للإسلاميين انتهت بإصدار نداء 12 تشرين الثاني 1982 الذي يعد المسودة الأولى للمشروع الإسلامي، ووقع عليه عبد اللطيف سلطاني وأحمد سحنون وعباس مدني. وفي ذلك العام كوّن مصطفى بو يعلى جماعة «الحركة الجزائرية المسلحة» وقام بمصادمات مع السلطة انتهت بمقتله في شباط 1987م. واندلعت المظاهرة في تشرين أول 1988، فاصطدم 8000 شخص مع قوات الأمن أثناء صلاة الجمعة، وأطلق الجيش النار في حي القبة عند أحد المساجد،