«ماشومي». وهذا الاسم مركب من حروف «المجلس الشورى الإسلامي». وحين عقد مؤتمر جوكجا عام 1949 الذي كان أعظم مؤتمر إسلامي، وشهده سبعمائة مندوب، قرر تثبيت «ماشومي» وتكوين مكتب تنفيذي له واعتبار جميع الأحزاب والجمعيات أعضاء فيه، وقرر تأليف جبهة تضم جميعات الشباب كلها باسم «جبهة الشباب الاندونيسي». ولكن الاتحاد لم يدم، فانشقت جمعية نهضة العلماء وشركة إسلام والتربية الإسلامية، وألفوا حزباً سموه «مسلم ليك» أي الجماعة الإسلامية برئاسة دملان. وكان محمد ناصر رئيس «ماشومي»، وهو عالم فاضل متواضع، وقدر عدد المنتسبين إلى جبهته بأكثر من احد عشر مليوناً عام 1954، وهدفه بناء دولة إسلامية. وأصبح للحزب ممثلون في البرلمان والوزارة، وتولى رئاسة الوزارة فترة من الزمن، ووقف في وجه سوكارتو حين كان رئيس الدولة، وفقد المبادئ التي نادى بها لبناء اندونيسيا; مما جعله يأمر بحل حزب «ماشومي» والمجلس التأسيسي الذي وافق على إلا تتعارض القوانين مع الشريعة الإسلامية، عام 1959. ثم حل البرلمان، ورشح أعضاء أكثرهم من اليساريين والشيوعيين. وعندئذ تشتت الأحزاب الإسلامية، فدعا فريق من الغيورين إلى عقد مؤتمر في سريانا سنة 1962، واتفقوا على إنشاء مؤسسة إسلامية غير سياسية، لتعترف بها الحكومة، ولا تخوض في المسائل الخلافية المذهبية التي هي سبب انشقاق المسلمين، وركزت الجهود على طبع رسائل تدحض مزاعم الاشتراكيين وخرافات الأناجيل والمبشرين، وتسعى لتوحيد كلمة المسلمين وتسوية كل