ولكن الفرد المسلم عليه مسؤولية أيضاً تتمثل في أن يبتعد كلياً عما يوجب الفرقة والتخاصم بين المسلمين على نطاق فردي. ومن البديهي انّ الأُمة تتألف من مجموعة افراد إذا صلح حال افرادها أو أكثرهم صلحت حالها. فلا يجوز للمسلم ان يقدم على عمل يفرّق بين المسلمين سواء بالكتابة أو الخطابة أو حتى البحث في المجالس الخاصة. وينبغي لكل مسلم أن يتذكر انه كالذي يكون على ثغر من الثغور يدافع عن الإسلام والمسلمين ويجب أن يحذر أن يؤتي الإسلام من قبله. فإذا رأى أن حكومة أو جماعة كبيرة تعمل خلاف ما أمرها اللّه به من التعاون والتواصل بين المسلمين فإن هذا لا يجوز أن يفت في عضده ولا أن يوقفه عما التزم به من عدم الإسهام ولو فردياً فيما يناقض المصلحة الإسلامية ويوجب الفرقة والتنافر بين المسلمين. مجمل القول: أيها الأخوة العلماء والمفكرون والقادة إن الحديث عن وجوب التعاون بين المسلمين يمكن ان يستغرق مجلداً ولكنه أو أكثره معروف لدينا جميعاً، ولذلك لن أطيل عليكم بذكره وإنّما أقول: إنه في هذا الوقت الذي تقاربت فيه المسافات، وزالت الحواجز بين الثقافات وصار الناس يعرفون عن المذاهب الكفرية الخارجة عن المسلمين الكثير لا يجوز لعامة المسلمين ان يجهلوا ما عليه أخوانهم المسلمون ممن لا يتمذهبون بمذهبهم، بل يجب ان يطّلعوا على مالديهم مثلما يجب على أولئك أن يطلعوا العامة على ما عليه جمهور