والدليل على ذلك آيتان: (وشاورهم في الأمر)([289]) (وأمرهم شورى بينهم)([290]). الأولى: خطاب للنبي(صلى الله عليه وآله) وأمرٌ له بمشاورة أصحابه. والثانية: بيان صفات المؤمنين في معالجة مختلف الأمور العامة والخاصة. وورد في السنّة النبوية القولية والعملية أحاديث كثيرة متظافرة توجب المشاورة أو ترغب فيها وتبيّن فضيلتها منها: (واستعينوا على أموركم بالمشاورة). ذكره الماوردي في أدب الدنيا والدين. وجاء في معناه حديث أبي هريرة عن النبي(صلى الله عليه وآله) «استرشدوا العاقل ترشدوا، ولا تعصوه فتندموا». ومنها: «المستشار مؤتمن» رواه أبو داود والترمذيّ والنسائي. وحسنه وابن ماجه عن أبي هريرة. ويقول أبو هريرة(رضي الله عنه). لم يكن أحد أكثر مشاورة من رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) رواه الترمذي. أيها الرئيس: إنه قد استشار النبي(صلى الله عليه وآله) أصحابه في وقائع كثيرة تطيباً لنفوسهم، ورفعاً لاقدارهم قائلاً «أشيروا عليّ أيّها الناس» للقتال، ونزوله على رأي الحباب بن المنذر في اختيار المكان الملائم لنزول الجيش، وهو أدنى مقام من ماء بدر، وكذلك بعد المعركة استشار أصحابه في شأن قبول فداء من أسرى بدر المشركين. وهكذا قبيل معركة أُحد، إستشار النبي أصحابه في شأن الخروج من المدينة، وقبل رأي الكثرة من الشباب، التي أشارت بالخروج، وكان عاقبة ذلك الهزيمة المعروفة بسبب مخالفة أوامر القائد النبي في تنظيم المعركة. واستشار أيضاً