مع إسرائيل لا يجوز شرعاً لما فيه من إقرار للغاصب على الاستمرار في غصب ما اغتصبه وتمكينه والاعتراف بحقية يده على المعتدي من البقاء على عدوانه.. فلا يجوز للمسلمين أن يصالحوا هؤلاء اليهود الذين اغتصبوا أرض فلسطين واعتدوا فيها على أهلها وعلى أموالهم، بل يجب على المسلمين أن يتعاونوا جميعاً على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأجناسهم، لرد هذه البلاد إلى أهلها.. ومن قصّر في ذلك أو فرط فيه أو خذل المسلمين عن الجهاد أو دعا إلى ما من شأنه تفريق الكلمة وتشتيت الشمل والتمكين لدول الاستعمار من تنفيذ مخططهم ضد العرب والإسلام وضد فلسطين فهو في حكم الإسلام، مفارق المسلمين ومقترف أعظم الآثام»([271]). وتقوم الانتفاضة الإسلامية في فلسطين، من عمق ديننا، وتنطلق من المساجد، وترفع راية لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه، وتنادي بشعار اللّه أكبر، وتسعى لقلب الطاولة السياسية للمفاوضات. ويستجيب لها الشعب بكل فئاته، «كانت صرخات وهتافات «اللّه أكبر» تدوي في الشوارع - حي القصبة - طوال الوقت، وكان الشبان فوق الأسطح يحذرون بعضهم بعضاً بواسطة الصفير، في حين كانت عيون الجنود تنظر باستمرار إلى أعلى الأسطح حيث ينتظرون الشر أو السوء. وفوق الأسطح كانت تحتشد أعداد من النساء الفلسطينيات، وكن يصرخن ويهتفن بشعار «اللّه أكبر»، وكان الجنود يردون عليهم بالشتائم.. واصطدام الجنود بحاجز حجري وإطارات مشتعلة وبوابل من الحجارة»([272]).