الإعلان عن الجهة التي تقوم بذلك. وفي ليل 12 تشرين الثاني 1935م تقرر إعلان الثورة.. وباع إخوان القسام بعض أثاثهم وحلي نسائهم، واشتروا بثمنها بنادق ورصاصاً، توجهوا إلى جبال يعبد، القريبة من مدينة حيفا والمشرفة على مرسى الأسطول البريطاني، غير عابئين بقوة بريطانيا المسلحة. وكان ذلك برهاناً على أن الرجال قد اختاروا مصيرهم، وأنهم ماخرجوا إلا بحثاً عن الشهادة في سبيل اللّه وابتغاء رضوانه. وقد عرف عن رجال القسام أن كل واحد منهم كان يحمل معه القرآن الكريم، يتخذ من آياته هادياً ومرشداً، ويرى السعادة كل السعادة في بلوغ مرتبة الشهادة ولقاء ربه الذي لا يخلف وعده للشهداء المجاهدين في سبيله، وحتى تبقى كلمة اللّه على الأرض هي الكلمة العليا. وخرج الشيخ مع إخوانه.. وكانت المواجهة مع الجيش الإنكليزي في 20 تشرين الثاني، ورفض القسام طلب القوات المعادية (التي تفوق على القسام وإخوانه في العدد والعدة) بالاستسلام وقال: «إننا لن نستسلم. إن هذا جهاد في سبيل اللّه والوطن».. ودارت معركة استمرت ساعات، وانتهت باستشهاد القسام وعدد من إخوانه»([248]). وبعد هذه الشهادة، بدأت تعلو أمواج الثورة الجهادية الإسلامية في ربى وقرى ومدن فلسطين ضد المستعمر الإنكليزي والمستوطن اليهودي، ويتابع الشيخ فرحان السعدي عمل القسام في قيادة الثورة([249]). وتطورت وتصاعدت المواجهات ضد الجيش الإنكليزي واليهود، حتى وصلت إلى مشاركة معظم الشعب المسلم في فلسطين فيها ابتداءً من سنة 1936م،