أولا: ثورة البراق: لقد قامت ثورة البراق سنة 1929م ضد اليهود من أجل وضع حد لاعتداءاتهم على حرمات المسجد الأقصى وعلى المصلين، حيث واجه المسلمون اليهود في قلة من السلاح، في حين كان اليهود مدججين بكل أنواع السلاح بدعم من إنكلترا «خاض المسلمون ثورة البراق وهم عزّل من السلاح. ودونما تنظيم، ولا قيادة واحدة، في حين كان البريطانيون قد قطعوا شوطاً في تنظيم اليهود وتسليحهم وقيادتهم. وعلى الرغم من ذلك، فقد كانت خسائر اليهود أكبر من خسائر العرب، إذ سقط من اليهود 133 قتيلاً، بالإضافة إلى 339 جريحاً كانت جراح 198 منهم بالغة، استوجبت إدخال أصحابها إلى المستشفيات. فيما كان عدد شهداء المسلمين 168 شهيداً، بالإضافة إلى 232 جريحاً. وكان من المفروض أن تنصرف الإدارة البريطانية بعد عودة الهدوء إلى البلاد، إلى البحث عن أسباب للحد من أسباب الانفجار، غير أن الإدارة البريطانية جعلت من ثورة البراق قاعدة للانطلاق نحو مرحلة جديدة في تكوين الدولة اليهودية»([244]). ثانياً: مؤتمر القدس الإسلامي: لقد عقد هذا المؤتمر سنة 1931م من أجل دراسة سبل مواجهة التآمر الإنكليزي والغزو الاستيطاني اليهودي لفلسطين. وضم المؤتمر كبار رجالات الإسلام وعلمائه، وحضروا من أكثر من 22 بلداً عربياً إسلامياً، وكان سماحة مفتي فلسطين الشيخ محمد أمين الحسيني على رأس العاملين في هذا المجال، وبعد