ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه)([231]). وتضمنت النصوص المفتراة وعوداً تتكلم عن إعطاء اليهود وتمليكهم فلسطين وما حولها.. وهذه النصوص هي التي استند إليها اليهود في احتلالهم لفلسطين أمام الرأي العام العالمي عامة، ونصارى العالم على وجه الخصوص، الذين يظنون بوعود التوراة (العهد القديم) التي بين أيديهم بأنها نبوءة دينية. وبدراسة معمقة لهذه النصوص في مصادرها يظهر لنا، وبشكل جلي واضح، ضعفها وتناقضها وتهافتها أمام البحث العلمي: 1- تشير هذه النصوص، ابتداءً بأن (الرب)([232]) قد وعد إبراهيم (عليه السلام) بإعطائه الأرض التي يشاهدها من مكانه شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، «وقال الرب لإبراهيم بعدما فارقه لوط ارفع طرفك وأنظر من الموضع الذي أنت فيه شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، إن جميع الأرض التي تراها لك أعطيها»([233]).. والمدقق في هذا النص يعلم أن مساحة الأرض التي يمكن أن يراها إبراهيم(عليه السلام) لا يمكن أن تتجاوز حدود عشرة أو خمسة عشر كليومترات، وهي لإبراهيم(عليه السلام)([234]). فتحايلوا على النص وأضافوا جملة يحصلون بموجبها على تلك الأرض «فتجلى الرب لإبراهيم وقال: لنسلك أعطي هذه الأرض»([235]). 2- ولكن الخمسة عشر كيلومتراً من الأرض لا تكفي طمع وجشع اليهود،