يعبران بصورة جيدة عن هذه الحقيقة ببعديها السلبي والايجابي: الأول: ما يجري في العراق الجريح البلد العربي المسلم الذي منحه الله تعالى من الخيرات والبركات ما شاء الله فهو بلد الرافدين العظيمين والنفط والكبريت... وبلد التراث الإنساني والتاريخ الإسلامي والإمكانات المادية والبشرية العظيمة فالنعمة الإلهية يكاد لا يماثلها بلد آخر من بلاد المسلمين. فقد تحوّل هذا البلد إلى دمار وتدمير وفقر وفاقة وقتل ومطاردة وإخراج للناس من الديار والأبناء، وعدوان على الأهل والجيران والقيم والإسلام مع استباحة لحرمات البلد وكرامته وسيادته وأمواله من الأجانب. والسبب الأساس في كل ذلك هو الطغيان والاستبداد والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية والسياسية للأمة والشعب، مع ذلّ وهوان للطاغية أمام الأجانب والكفار وتهديد بالأخطار المروعة للبلد والمنطقة كلها، والناس فيه يتمنون الخلاص مهما كان الثمن وهم يبذلون الغالي والرخيص من أجل ذلك، ثم كيف يمكن للفرد المسلم الذي يتعرض للإذلال والقمع ويراد منه الاستسلام لذلك من قبل الطغاة المحليين أن يكون قادراً على الإحساس بالعزة والكرامة في مقابل الكفر العالمي والهيمنة الأجنبية!!! الثاني: البلد الكريم إيران الذي تحققت لامته حريته السياسية ببركة الإسلام وسقوط الطغيان الشاهنشاهي ومشاركة الأُمة في إدارة شؤونه منذ الأيام الأولى لانتصار ثورته الإسلامية وإقامة مؤسساتها الدستورية على أساس الانتخاب والشورى والمشاركة في القرار فكان أن تمكن من الصمود والاستقامة على الدرب أمام كل الضغوط الخارجية والداخلية حتى اذن الله تعالى له بالنصر والاستقرار