المصالح والمفاسد ضمن النظام الإسلامي العام وكذلك من دورها في انتخاب الحاكم وتشخيص الأصلح من المرشحين للحكم الذي تتوفر فيه المواصفات المطلوبة في ظروف غياب الحاكم المعصوم المنصوب من قبل الله تعالى للإمامة، إنّ حرمان الأُمة من ذلك سوف يؤدي بطبيعة الحال إلى نتائج سيئة للغاية: الأولى: الطغيان والاستبداد ـ كما ذكرنا ـ وإشاعة الظلم والفساد ومن ثمّ الحرمان من بركات الأرض والسماء كما يشير إلى ذلك القرآن الكريم (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمّرناها تدميرا). الثانية: القضاء على روح الإبداع والابتكار والشعور بالمسؤولية والدوافع الذاتية في المبادرة وتحمّل المصاعب وتعطيل طاقات الأُمة بل هدرها وتبديدها ولاسيما عندما يبدأ الصراع بين الظالم والمظـلوم والطغاة والمستضعفين. الثالثة: القضاء على روح الاستقلال والعزّة والكرامة الإنسانية عندما تستسلم الأُمة للظلم والطغيان وتتعوّد عليه أو تعم الفوضى والاضطراب وروح الغضب والحقد والانتقام والتفرق والاختلاف وتكون النتيجة الكلية لذلك هو سقوط الأُمة تحت هيمنة الكفر والاستكبار والأعداء أمّا عسكرياً أو ثقافياً وسياسياً، وذلك عندما تشعر بالدونية أو التبعية وتهتز أمام عينها صورة الإسلام الذي تراه في الطاغية المسلم الذي يحرم الإنسان من كل حقوقه وتتمثل أمامها صورة الإنسان الكافر الذي يلجأ إليه المسلم ليجد عنده الأمن والسلامة والحرية. كما نشاهده في عصرنا الحاضر كظاهرة سياسية عامة. إنّ الأمثلة في تاريخنا الإسلامي والمعاصر على هذه الحقيقة كثيرة، ولكن يمكن أن نذكر في تاريخنا المعاصر ـ ونحن على أبواب القرن الحادي والعشرين ـ مثلين