تلك الضحايا من النساء والأطفال أما الباقون فقد نقلوا إلى القدس حيث عرضوا في الشوارع ليبصق عليهم اليهود) وفي ص 442 نقلاً عن نيويورك هيراله تريبيون 10 نيسان 1948 نقرأ لأحد قادة الأرغون (يجب أن نقاتل وأن نستولي وأن نملك) هكذا كانت تتم عملية تنظيف القرى العربية من سكانها وهذا هو مخططهم للإستيلاء على الأرض (أرض الميعاد) بأن يجعلوا من الذعر جيشاً يطرد السكان الآمنين من أمامهم فكانت التحذيرات من مكبرات الصوت تجوب شوارع القدس تنشر الفزع والرعب.. (أهربوا من القدس لكي لا يكون مصيركم مصير دير ياسين). فما يجري في فلسطين منذ عام 1920 مطابق لسلوك اليهود وأخلاقهم وأخلاق إلههم يهوه ففي الطيرة تموز 52 وأبو غوث أيلول 52 وكفر قاسم تشرين أول 56 وعكا حزيران 65 شهدت من المجازر والفظائع كجزء من الخطة الصهيونية للانتقام والبطش وقد نفذت أجهزة الدولة الخطة بفعالية كذلك حمامات الدم في غزة وخان يونس إبان العدوان الثلاثي 56 وحرب حزيران 67 وتتابع الإرهاب لإجلاء السكان العرب وماتزال الأخبار اليومية عن نسف البيوت وحرقها وطرد السكان لأجل تنظيف الأرض من سكانها لتغدو جاهزة لاستقبال مهاجرين جدد. هذا الحقد والنزوع للقتل يتلقنه الأطفال من العهد القديم بزرع الكراهية والحقد. يقول موشيه منوحن (ظل وقتاً طويلاً يعاني من روح الكراهية والعداء للشعوب خاصة عرب فلسطين، تلك الروح التي تم ترسيخها في قلوبنا الفتية وقد علمونا في الجمنازيوم بأن نكره العرب وأن نحتقرهم وفوق هذا كله أن نطردهم من (مولاديتنو) وطننا ومسقط رأسنا ومن (أرتسينو) أرضنا وديارنا إذ كانت بلادنا لابلادهم وأنه كان بوسعنا الاطلاع على التوراة في هذا الصدد) (مذكرات موشيه منوحن عن هجرته إلى فلسطين عام 1904)([212]).