الحق والعدل لا انّ الحق والعدل هو الذي يزن هذه الحرية ويحددها في سلوك الإنسان، وبذلك أصبحت إحدى القضايا المهمة التي تواجهها امتنا الإسلامية في العصر حيث تحتاج امتنا الإسلامية إلى تجسيد هذه الحرية بمضمونها الأخلاقي والروحي الأصيل في مقابل الظلم والطغيان النفسي والاجتماعي السياسي من ناحية، والى ممارسة الحرية السياسية كأسلوب في إدارة الحياة السياسية كما أقرّها الإسلام وفرصة لاختبار إرادته الحقيقية للحق والعدل والتكامل من خلال ذلك من ناحية أخرى والمحافظة على القيم الدينية والحق والعدل في الوقت نفسه من ناحية ثالثة، وعلى مصالح الجماعة والنظام من ناحية رابعة. ثالثاً: انّ المحافظة على الموازنة في تنظيم علاقة الإمام بالأمة والحاكم بالرعية على أساس مبدأ هذه الحرية بمضمونها الإسلامي بعيدا عن الظلم والاستبداد من قبل الحاكم ومنح الأُمة فرص ممارسة حريتها في إدارة شؤون حياتها مع المحافظة على النظام الإسلامي والقيم والأخلاق من الأخطار التي قد تهددها هذه الحرية، انّ المحافظة على هذه الموازنة تحتاج إلى ضمانات قوية يمكن ان نجدها في تأكيد المواصفات المطلوبة في الحاكم من العلم والعدالة والخبرة وكفاءته الشخصية وفي التربية والتزكية العامة لأبناء الأُمة في عملية اختبار وممارسة الحرية. وهذه المسألة من القضايا المعقدة التي شهدها تاريخنا الإسلامي سواء في الصدر الأول للإسلام أو في عهود الأمويين والعباسيين([6])، وأصبحت الآن إحدى المسائل المعاصرة الحساسة التي تواجهها الأُمة ويرتبط مصير وحدتها وتكاملها بها.