الدينية في اليهود كلما كانت الصهيونية السياسية أكثر استفحالاً وأشد ضراوة وان الجذور الدينية لفكرة تجميع اليهود وإقامة دولة إسرائيل راسخة في أغلب النفوس المسيحية كما أسلفنا حيث أن مفاهيم العهد القديم تكّون القاعدة الفكرية لدى بعض الفئات وتشكل جوانب فكرية وروحية هامة عند الفئات الأخرى والعهد القديم الذي هو بالأصل كتاب اليهود الديني أو هو وثيقة سياسية تلبست ثوب الدين واستخدمت اللّه والأنبياء لتنفيذ المنهج الموضوع والمخطط المرسوم وهو الوثيقة الملوح بها لبلوغ الغايات الاستعمارية الدنيئة فالصهيونية المتبدئة بهرتزل ونور داو ليركبها وايزمن وبن غوريون ثم دايان ورابين لتصل إلى نتن ياهو ماهي إلا صيحة كانت تريد أرضاً ثم تمحورت بمزيد هذه الأرض ثم صارت تريد المزيد من الأرض ثم أضحت أخيراً تريد الحدود الطبيعية لأرضنا.. خطوة خطوة.. امتلاك الأرض. يقول وايزمن (ان بريطانيا تعهدت له بتسليم أرض فلسطين خالية من سكانها العرب. وقال مستشار ويلسون (برانوس): على العرب أن يرحلوا إلى الصحراء أما الكونغرس فقد طالب عام 1942 بـإجلاء السكان العرب من فلسطين إن هم عارضوا إنشاء الدولة المقترحة. وفي بيان قيام الدولة المسخ يقول منذ عام 1948 (أرض اسرائيل هي مهد الشعب اليهودي) ويعلق الدكتور شاكر مصطفى في مجلة الآداب البيروتية آذار 1966 (ان الأرض هي القضية). وتقول ابنة موشي دايان (يعيل دايان) في روايتها (طوبى للخائفين) على لسان المهاجر الصهيوني الأب (عفري) مستعمر الأرض إذ يتصدى لإبنه الفتى (نمرود) والذي يتردد على الكنيس للصلاة: (في القديم حين كنا في روسيا كان لابد من إطاعة التلمود والمحافظة على الدين أما الآن فقد أصبح