النظام العالمي وحول قضاياها المصيرية وتفاعلاتها مع العالم. لكن السؤال عن فلسطين ومصيرها يظل ولاعتبارات كثيرة السؤال المركزي الذي تصطحبه الأُمة معها وهي تدخل القرن الحادي والعشرين. ولعل التطورات الراهنة المتعلقة بهذه القضية تدفع باتجاه الصيغة الأكثر مرارة للسؤال: هل أصبحت فلسطين أندلس ثانية؟ لا يمكن الإجابة عن هذا السؤال بمعزل عن السياق التاريخي للمواجهة الحضارية الشاملة بين الأُمة الإسلامية والنظام الدولي بأطواره المختلفة وبنيته القاعدة الاوسع: الغرب. ضمن هذا السياق يبرز موقع فلسطين في الصراع التاريخي مع الغرب وصولاً إلى تداعيات المنعطف التاريخي الفاصل راهناً عبوراً إلى مستقبل الأُمة وفلسطين في القرن الحادي والعشرين، وللوقوف على دور الغرب التاريخي في الصراع على فلسطين لابد ان نوضح بداية ماذا نعني بالغرب؟ ليس من السهل أن نقدم تعريفاً دقيقاً للغرب دون البحث في التجربة التاريخية ومجموعة القوى والعناصر المتحولة والثابتة التي تكون منظومة اسمها الغرب. ليس من الصحيح اختزال الغرب في مدلول جغرافي يتمثل في مثلث تحيط اضلاعه بنصف الكرة الشمالي حيث اوروبا الغربية واليابان والولايات المتحدة. كما ان اختزال الغرب في الرأسمالية فقط كما هو شائع لدى الكثيرين فيه مغالطة تاريخية كبيرة تعني أنّ ما حدث قبل ميلاد الرأسمالية لم تعد تخص الغرب على نفس الدرجة لا يمكن اختزال الغرب في زاوية الفلسفة بأنه التنوير والحداثة ولا في زاوية العرق واعتباره الرجل الأبيض ولا في زاوية الدين واعتباره المسيحية. الغرب هو كل هذه الأمور مجتمعة والتي جعلت منه في الوقت الحالي فكرة