المرسومة: كالاكتشاف البحثي، والتحليل النفسي، والوصف الطبيعي والاجتماعي والاقتصادي.. وما إلى ذلك. وبايجاز: فانّ الاستشراق انّما هو نظام المعرفة الغربية بالشرق والشرقيّين. وهذا يعني أنّ الاستشراق هو إحدى وسائل السيطرة الأوربية على الشرق. وبهذا الصدد يقول الباحث «ادوارد سعيد»: انّ وجود علاقة وثيقة بين السياسة والاستشراق، أو لنضع الأمر بشكل أكثر احتراساً: انّ الاحتمال الكبير لإمكانية استخدام الأفكار المستنبطة حول الشرق من الاستشراق لأغراض سياسية هو حقيقة هامة لكنّها حقيقة حسّاسة جداً ([181]). ولذا فلم يعدّ سرّاً تلك العلاقة الوطيدة بين الاستشراق والاستعمار، بل يمكن القول انّ الاستشراق أصبح الطريق العلمي الذي من شأنه تهيئة الأجواء المناسبة لاحتلال البلدان الإسلامية، وأصبح المستشرقون بوجه عام موظّفين في دوائر الاستخبارات في وزارتي الخارجية والمستعمرات، بل وأصبحوا مستشارين لدولهم فيما يتعلّق بمواقفها السياسيّة والحربيّة من الدول الإسلامية، حتّى أنّه قام بعضهم بأدوار التجسّس تحت ستار مزيّف من الإسلام أو البحث الاكاديمي أو طلب العلم في المدارس والجامعات الإسلامية، بل انّ منهم من أصبح عضواً في المجامع العلمية([182]). يقول الدكتور الدسوقي بصدد ذلك: وقد دأب هؤلاء على ديدنهم في الطعن بالإسلام وتعاليمه، ومّما ساعدهم على نشر مايريدون أمران: الأول: تظاهر بعضهم