الاختلاف والفرقة بين المسلمين. وعندما نريد أن نتحدث عن هذا الموضوع فأننا لا نريد أن نتحدث عنه على أساس نظري، لتملأ أفكارنا بدراسة للمشاكل التي يعيشها المسلمون، ثم بدراسة الحلول التي يمكن أن تُحل بها تلك المشاكل. ولكن لابد لنا في كُلّ ما نسمع وفي كُلّ مانقول أن يكون الاساس عندنا هو أن تكون الكلمة التي نتكلّمها طريقنا إلى الوعي وأن يكون الوعي طريقنا إلى العمل. وأن لا تكون مواسمنا مواسم للترف الفكري، بل تكون مواسمنا خطوة متقدّمة إلى الأمام في حساب العمل. حيث يمر العالم الإسلامي اليوم بمنعطف تاريخي لم يشهد مثله في العصر الحديث في شدّته وتأثيره على حاضره ومستقبله ويدرك المسلمون في بقاع كثيرة من العالم الإسلامي إن قوى عديدة تتألب عليه وتستهدف استنزاف قدراتهم وتبديد طاقاتهم وتمزيق وحدتهم كأمّة، مما يفرض عليهم شعور بالحذر والترقب، ويُصبح من الواجب على علماء الأُمة ومفكريها أن ينهضوا لأرشادها ووقاية حاضرها ومستقبلها من المخاطر التي تتعرّض لها. عوامل التفرقة والاختلاف في دراسة للواقع الإسلامي الذي يعيشه المسلمون الآن، نلاحظ أن العلاقة التي تشد المسلمين إلى بعضهم، ليست بالمستوى الذي تتمثل فيه الرابطة الوثيقة التي تشد أواصر المسلمين ولا نجد أمامنا في كل مشكلة من المشاكل التي تهزّ حياة المسلمين في الداخل وفي الخارج سواء كانت المشكلة مشكلة قهر سياسي أو قهر اجتماعي أو قهر اقتصادي اية مشكلة من المشكلات التي نواجهها في عالمنا الإسلامي الكبير، لانجد امامنا الا بعضاً من المشاعر العاطفية المغلّفة بضباب كثيف من الأفكار المضطربة المتنوعة، التي قد نلمحها في بعض الهزّات السياسية