بسم الله الر حمن الرحيم المقدمة: إنّ للفكر والثقافة الإسلامية أثر فاعل في تحريك الجماهير، وتأجيج النفوس للثورة ضد الظلم والاستبداد والاعتساف، أياً كان مصدره، سواء أكان استعماراً أجنبياً كافراً، أو حكماً مستبداً ظالماً، أو ملكاً عظوظاً فاسداً، لا فرق في ذلك، فان كل من ينزُّ للسيطرة والإخضاع والإفساد، لمصالح شخصية أو لأهواء ذاتية أو لدوافع شيطانية، فان الفكر الإسلامي له بالمرصاد، يكشف عوراته ويدحض أباطيله، ويرأب الصدع الذي قد يحدثه في أوساط المجتمع الإسلامي. فالإسلام وبما يحمل من أفكار متعالية وقيم سامية، كالتنظيم الدقيق للحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بين الافراد، وإطلاق الحريات التي تضمن سعادة البشر في الدارين، ونبذ العنصرية بشتى أشكالها، والمساواة والعدالة وتهذيب النفس والمروءة والإحسان والرأفة والإخاء والتعاون وغيرها الكثير من الاحكام التي لها بالغ الأثر في صيانة الأُمة من الانحراف والتيه والضياع، فانه قادر على تلبية مطالب الأُمة في الحرية والانعتاق والرفعة والكرامة والسيادة.