وحدتهم على هذا الأساس المتين. وقد بذلوا جهوداً مضنية، وضحى كثير منهم بالنفس والمال للتحرر من المستعمر الغاشم ومقاومة الظلم والاستبداد والعمل بأحكام الإسلام. ولازال هذا الهدف بعيد المنال بسبب هيمنة القوى الاستعمارية وسعي الصليبية العالمية والصهيونية العالمية لإطفاء نور اللّه. وما على المسلمين إلا أن يضاعفوا جهودهم، ويواصلوا الجهاد ضد أعداءهم، ويصمموا على تحقيق وحدتهم بعد أن رأوا أوربا التي عانت من حروب طاحنة فيما بينها تقيم سوقاً اقتصادية وتصدر عملة موحدة، وتنشئ برلماناً واحداً، وتسعى إلى الوحدة الكاملة، لكي تستطيع مجابهة الهيمنة الأمريكية. فما بال المسلمين الذين عاشوا أحقاباً طويلة في ظل راية واحدة لا يسعون إلى تحقيق الوحدة! وعليهم أن يستلهموا الدروس والعبر من الثورة الإسلامية في إيران التي أطاحت بأعظم الطغاة في هذا العصر، وتخلصت من النفوذ الأمريكي والتغلغل الإسرائيلي، ورفعت صوتها عالياً لدعوة المسلمين إلى تحقيق الوحدة والعودة إلى أحكام دينهم: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا للّه وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم، واعلموا أن اللّه يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون )([45])