ـ(315)ـ القيادة العليا قد واست المواطنين في معيشتهم، فالإمام الخميني رضى الله عنه كانت لـه بطاقة تموينية كبقية أفراد المجتمع، فيأخذ حصته المقررة لكل فرد، وكذا الحال في خليفته الإمام الخامنئي «حفظه الله». وقد رحل الإمام الخميني رضى الله عنه وهو لا يملك إلاّ بيتاً متواضعاً ملكه عن طريق حصته من الإرث، وكان فيه شريكاً لأخيه الأكبر، وكان زاهداً في بيت مال المسلمين، ويعيش حياة الكفاف والتقشف، وقد نقلت لنا إحدى النساء التي كانت تخدم في بيت الإمام ـ في اجتماع نسوي ضمنا وإياها ـ إنها اشترت عدة كيلو غرامات من الفواكـه بسعر زهيد، فقـال لها الإمام انّ للآخرين حقـاً في شرائه، فلماذا حرمتيهم منه. وعاش الإمام الخامنئي «حفظه الله» حياة الزهد، فكان يقدم لضيوفه الشخصيين، ما يأكله ويشربه في منزله دون تكلف لأنه لا يملك غير ذلك. ويقوم النظام الإسلامي برعاية شؤون الفقراء والضعفاء، فبالإضافة إلى كفالة الدولة وأجهزتها لهم، تقوم المكاتب التابعة للقائد ولبعض المسؤولين بمد يد العون لهم، وهنالك مؤسسة خاصة لدعم الفقراء وهي مؤسسة الإمام الخميني الخيرية. ويقوم ما يسمى بجهاد البناء في العمل لتوفير الخدمات الرفاهية للمواطنين، ومن خلال متابعتنا لسير الأحداث ومن خلال تصريحات المسؤولين وجدنا أن أكثر من ثلاثة أرباع الإيرانيين يتمتعون بملكية السكن، بل ان كثيراً من العوائل تملك سكناً على عدد أفرادها، وانّ المنازل المعروضة للبيع أكثر من المنازل المعروضة للإيجار. فالترابط والانسجام بين النظامين: السياسي والاقتصادي من الضرورات التي لا تنفصل عن سير النظامين في حركتهما نحو بناء نظام سياسي واقتصادي متين لإنهاء التبعية السياسية والاقتصادية للغير.