ـ(312)ـ «... ألا وإنّ إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه هيهات أن يغلبني هواي، ويقودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة، ولعلّ بالحجاز أو اليمامة من لا طمع لـه في القرص، ولا عهد لـه بالشبع، أو أبيت مبطاناً وحولي بطون غرثى وأكباد حرّى...»(1). وكان الخليفة الأول يأخذ من بيت المال بقدر ما حدّده لـه المسلمون ولا يأخذ أكثر من ذلك(2). وكان الخليفة الثاني إذا استعمل عاملاً كتب عليه كتاباً، واشهد عليه رهطاً من المسلمين: (ألاّ يركب برذوناً ولا يأكل نقياً، ولا يلبس رقيقاً، ولا يغلق بابه دون حاجات المسلمين)(3). وكلّم بعض الصحابة ابنته لتحثه على اللين في العيش والتنعم بالخيرات، فأجابها: (يابنية غششت أباك، ونصحت لقومك)(4). خامساً: ملكية الدولة في النظام الاقتصادي من أجل تثبيت أركان الدولة الإسلامية،وتقوية هيكلية النظام السياسي، جعل النظام الاقتصادي الملكية على عدة أنحاء، ومنها ملكية الدولة، فللدولة حق في بعض الموارد المالية، كالأنفال، قال تعالى: ?يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ?(5). ________________________________ [1]ـ نهج البلاغة: 417، 418. 2ـ الطبقات الكبرى 3: 185، ابن سعد، دار صادر، بيروت، 1405 هـ. 3ـ شرح نهج البلاغة 12: 23. 4ـ شرح نهج البلاغة 12: 33. 5ـ الأنفال: 1.