ـ(267)ـ للضمير ان يعتبر المثل الأخلاقية حين يتعامل في نطاق الشريعة. والشريعة الإسلامية اسم للنظم والأحكام التي شرعها الله أو شرع أصولها، وكلف المسلمين إياها ليأخذوا أنفسهم بها في علاقتهم بالله وعلاقتهم بالناس. والإسلام في معالجته الإصلاحية للإنسان قد استهدف ثلاثة أهداف أساسية كل منها نتيجة لما قبله وأساس لما بعده. أولا: تحرير العقل البشري من رق التقليد والخرافات، وذلك عن طريق العقيدة والإيمان بالله، وتوجيه العقل نحو معنى الألوهية بالدليل والبرهان والتفكير العملي الحر. ثانياً: تربية ضمير الفرد وإصلاح نفسيته، وذلك عن طريق تعريفه بالمثل الأخلاقية وإشباع نفسه منها، وتوجيهه نحو الخير والإحسان وكل ما هو واجب أو أصلح. ثالثاً: تحقيق العدالة والأمن والحريات في مجتمع صالح. والإسلام لم يغفل أبدا عن العالمية في المجتمع الذي خطط مشروع تكوينه. فالحج فضلا عن انه عبادة وطاعة يستلهم فيها المؤمن جلال الله وعظمته في مواطن الوحي ومنبع الرسالة، فهو أيضاً مؤتمر عالمي يلتقي فيه المسلمون على صعيد واحد من شتى إنحاء الأرض فيتدارسون ويتشاورون فتمتزج المعارف وتتوالد التجارب وتتوطد العلاقات وتتدعم الاخوة في الله تحت راية الإسلام وفي كنف الأمان والاطمئنان. ومما هو جدير بالذكر هنا ان الشريعة الإسلامية في مجال ضبط الأحوال الشخصية قد كفلت للإنسانية عدالة لم تتوفر لها من قبل. ونستطيع هنا ان نقرر جازمين انه حتى في عصر النهضة والمدنية كانت