ـ(265)ـ وتقويم شخصية الفرد وتربيتها على العزة والكرامة والحرية أمر جوهري للنهوض بالبشرية كلها، والقرآن مليء بالآيات التي تنبيء عن تكريم الله للإنسان وإعزازه لـه. ?وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً?(1). والإسلام قدر عنايته بالفرد الإنساني اعتنى أيضاً بالجماعة الإنسانية فارتباط الإنسان بجماعته يهيء للحيوانات الفردية وضعاً اجتماعيا هو نوع من الاخوة يشعر معها الفرد بتزايد في القوة والأمن، ويخلق عنده مجالاً للوعي الجماعي المشترك، وهذه الاخوة وهذا الوعي ينتج عنهما نوع من الترابط الإنساني يتجاوز حدود الوطن المحدد أو الجنس المحدود. ومن هنا كانت الأمة أو الجماعة التي يريدها الإسلام ذات طابع متحرك ومن شأن حركتها ان تكون مثابرة لا تكل نحو خلق مجتمع عالمي أو حركة نامية لا يقف لها نمو قبل ان تشمل العالم جميعه فينتظم فيها سكانه بأجمعهم ينظم شؤون حياتهم قانون دائم الصلاحية، قانون لا يعرف حدودا في الزمان أو المكان، قانون دولي عام. الإسلام شريعة عالمية لابد للمجتمعات البشرية من ضوابط تنظم العلاقات التي تربط على الأقل بين أفرادها، ومهما كانت هذه المجتمعات فلابد من هذه الضوابط وإلا فسدت ________________________________ 1 ـ سورة الإسراء: الآية 70.