ـ(264)ـ واحد لا شريك لـه ولا مثيل. والإسلام حين يعترف بما سبقه من الرسالات فانه يطلب الإيمان بأن محمدا عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء والمرسلين، وبأن رسالته تضمنت خلاصة الرسالات السابقة وزادت عليها ما به كمال الإنسانية التي أتاح الله لها هذه المرة ـ وبشكل نهائي ـ الطريق الواسع نحو التطور الصحيح ونحو الرقي المادي والروحي. ?مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا?(1). ?الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا?(2). ولهذا كانت هذه الرسالة الإلهية النهائية رسالة عامة موجهة إلى جميع الناس مهما اختلفت السنتهم والوانهم وأجناسهم في كل زمان وفي كل مكان ابتداء من وقت البعثة النبوية حتى يوم القيامة: ?قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لـه مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ?(3). ?وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ?(4). ولقد أعتنى الإسلام ـ في محيط الإنسانية ـ بوحدتها وفي الفرد باعتبار ان صلاح الفرد أساس ضروري لتكوين المجتمع الصالح. فعمل على بناء شخصيته وتقويمها، ورسم لها طريق التصرف في حرية وعزة وكرامة، لأن هذا الفرد كوحدة يمثل نواة لكل مجتمع إنساني ابتداء من الأسرة إلى الأمة إلى المجتمع الإنساني بأسره. ________________________________ 1 ـ سورة الأحزاب: الآية 40. 2 ـ سورة المائدة: الآية 3. 3 ـ سورة الأعراف: الآية 158. 4 ـ سورة سبأ: الآية 28 ـ الإسلام ضرورة عالمية، زاهر عزب الزغبي، الهيئة المصرية العامة، 1971 م، ص 134 و 145.