ـ(250)ـ الإسلام إلى أوسع مدى: صارت آفاقه العالم كله لا الجزيرة العربية وحدها. وأوجدت هذه الاخوة أيضاً عند الفرد المسلم الإحساس بالجماعة الإسلامية ومصالحها وخيرها وعند الجماعة الإحساس بالفرد وخيره ومصالحه، ونتج عن هذا الإحساس المتبدل تضامن روحي وتضامن مادي هدفهما تمتين هذه الاخوة وبقاؤها. ورسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهذه الاخوة ما يقويها ويبقيها ويغذيها «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى لـه سائر الجسد بالسهر والحمى». وتقوم أصول هذه الاخوة على التقوى «الحقيقية القلبية» التي تعني إنسان القضية الذي يعي ذاته وعقيدته ومجتمعه. فالأخوة الإسلامية ليست انفعالا مبهما أو رباطة عصبية أو دعاية سياسية أو ديماغوجية إقليمية أو خيال شاعر أو حلم فيلسوف ولكنها روح الحياة الإسلامية في شمولها الإنساني ورسالتها الإصلاحية وصياغتها السوية للمجتمع البشري مبرأة من رياح التعصب وظلم العنصرية وجفافها. وان من أهم مظاهر الاخوة الإسلامية النص على المساواة الإنسانية أي وحدة المجتمع الإنساني في الأصل والمنشأ والمساواة بين الناس في الحقوق والواجبات والتكليف والمسؤولية بشروطها وتفاصيلها الحقوقية الواسعة والمساواة الاجتماعية من حيث الاعتبار الإنساني بغض النظر عن المهن والطبقات والأشكال والألوان: 1 ـ فلقد ساوى الإسلام بين الأفراد والجماعات والأمم والشعوب بما لها من حقوق وما عليها من واجبات مساواة إنسانية عامة بين جميع الخلق ورفع لواء العدالة وسار بها في طريق الواقع العملي والتطبيق