ـ(189)ـ بينه وبينها بدلاً عن فكرة الصراع التي سيطرت على الفكر الأوربي الحديث. وقد عزز فكرة الجماعة لدى الإنسان المسلم الإطار العالمي لرسالة الإسلام الذي ينيط بحملة هذه الرسالة مسؤولية وجودها عالمياً وامتداداها مع الزمان والمكان. فإن تفاعل إنسان العالم الإسلامي على مرّ التاريخ مع رسالة عالمية منفتحة على الجماعة البشرية يرسم في نفسه الشعور بالعالمية والارتباط بالجماعة)(1). 5 ـ الولاية بين أفراد المجتمع الإسلامي والبعد الاجتماعي الخامس للعالمية الإسلامية هو الولاية بين أفراد المجتمع الإسلامي قال تعالى: ?إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ?(2). إن الاخوة العامة تتأكد بالاخوة الإيمانية، والاخوة الإيمانية تتعزز من خلال فكرة الجماعة، والجماعة تأخذ صورتها التامة من خلال الولاية بين أفرادها، فالمجتمع الذي بدأ من الاخوّة الآدمية العامة مجتمع إيماني تسوده روح الجماعة ويتولى بعضه البعض الآخر ولاية مبدأية خالصة، قال تعالى: ?لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ?(3). ________________________________ 1 ـ الصدر، محمد باقر، اقتصادنا ص 21. 2 ـ سورة الأنفال : 72. 3 ـ سورة المجادلة: 22.