ـ(155)ـ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ تأخذ الشرائع والنظم أهميتها في حياة الإنسان مما يتمتع به من خصيصة مدنية تجعل الحاجة إلى تنظيم العلاقات الاجتماعية أمراً مصيرياً تتقوم به تلك الحياة. وقد عرف الإنسان في تأريخه نوعين من وسائل التنظيم الاجتماعي هما: 1 ـ الشرائع السماوية. 2 ـ النظم الوضعية، وتلحق بها الأعراف والتقاليد الاجتماعية التي وضعت من قبل الإنسان وتعارف الناس عليها بعد ذلك. وتحضى الشرائع السماوية بثلاثة امتيازات أساسية على النظم الوضعية هي: 1 ـ ان صدور الشرائع السماوية عن مصدر عُلوي هو مصدر الوجود والكون وله حق ذاتي في التشريع والتوجيه يجعلها متوفرة على عنصر الإلزام الذي يُعد عنصراً ضرورياً في عملية التنظيم الاجتماعي بينما تفتقد النظم الوضعية إلى هذا العنصر ويمكن تصوير الفرق بينهما من هذه الجهة من خلال المقارنة بين أسرة يقودها الأب ويذعن لكلمته كافة الأفراد نتيجة لتسليمهم المسبق بحقه الذاتي في التوجيه وما لـه من