ـ(132)ـ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ?(1) أي لكل جيل من كل حي، وقال تعالى ?وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ?(2) أي طائفة من الزمان(3) وقال تعالى ?إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ?(4) أي عندما كان عند أمة وهي الجماعة الكثيرة من الناس(5) أو مأموما أي الإمام الذي يقتدى به(6). وقال ?إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ?(7) أي على دين ومذهب(8). والأُمة في نظر الإسلام: الجماعة من الناس التي تربطها عقيدة واحدة ويسودها نظام واحد، ويلحق بها من يقبل بسيادة النظام الإسلامي فيها، سواء اختلفت أجناسها أو اتفقت أو تعددت الشعوب التابعة لها أو كانت شعبا واحدا فهي أمة واحدة، ولذلك نجد القرآن الكريم يؤكد هذا المعنى في كل آياته التي تحدث فيها عن الأمة الواحدة، قال تعالى ?إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ?(9) قال العلماء «القوم هم الذين يجتمعون على دين واحد» قال الالوسي «والأُمة بمعنى الجماعة أي ان هؤلاء جماعتكم التي لزمكم الاقتداء بهم مجتمعين على الحق غير مختلفين، وقد أطلقت على نفس الدين أي الملة»(10). وفرق بين الأمة والشعب، فالشعب مجموعة من الناس تنحدر من أصل واحد، أو من أصول متفارقة إلا انها تلاحمت في ارض واحدة نسبا وصهرا، اما _____________________________________ 1 ـ سورة يونس 47. 2 ـ سورة يوسف 45. 3 ـ تفسير الالوسي 4:، حاشية الجمل على الجلالين 1. 4 ـ سورة النحل 120. 5 ـ تفسير الالوسي 4: 455. 6 ـ تفسير الزمخشري 1: 698، تفسير ابن كثير 2: 590 تفسير الالوسي 4: 455. 7 ـ سورة الزخرف 22. 8 ـ حاشية الجمل على الجلالين 3: 144. 9 ـ سورة الأنبياء 21. 10 ـ تفسير الالوسي 5: 388.