ـ(105)ـ وكسبها بالمفاوضات والتفاهم والأساليب الدبلوماسية، من وساطة حميدة، أو تطويق سياسي، أو عزل محكم الكماشة أو القبضة أو القطيعة للمعارضين أو المناوئين لهذا الاتجاه. ان دعوتنا إلى وحدة الدولة أو اتحاد الدولة الإسلامية ليست ناشئة من فراغ، فتاريخنا استمرت فيه هذه الوحدة إلى عام 1924، وكانت الدول الإسلامية المتعاقبة، على الرغم مما أصابها من أخطاء ومظالم وهنات (خصلات شر) وعورات ونكسات، تحقق الهدف الإسلامي الأساسي من وجود الدولة القوية المرهوبة الجانب، ويحترمها الأعداء على الدوام. ونحن اليوم على الرغم من إدراكنا لهذه الحقيقة وغيرها من حقائق ومنافع الوحدة أو الاتحاد، ما زلنا في أسوأ حال، لا نحقق الحد الأدنى ولا الأوسط ولا الأقصى من الوجود الإسلامي السليم. وإذا حكمنا على تاريخنا بالجنوح أحيانا أو الرفض النسبي، فبماذا يحكم من يأتي بعدنا على وجودنا وأوضاعنا السياسية والثقافية والاقتصادية؟ انه لاشك حكم بالرفض المطلق، وربما بالتبرؤ والتمرد على كل شيء نعايشه الآن. ـ وحدة القانون: ان أهم ما يحقق ويتفاعل مع عالمية الإسلام وخاتميته وخلوده: هو وحدة النظام أو القانون، أي وحدة أحكام الشريعة الإسلامية، المنزلة من عند الله تعالى رب الكون كله، وهذا كفيل ببقاء مقومات العالمية والخاتمية والخلود، لأنه إذا تعددت الأنظمة أو القوانين الوضعية المتأثرة باليسار أو اليمن، أو الاشتراكية والرأسمالية، أو الملكية والديمقراطية أو الإقطاعية والجماهيرية، فانه يصعب في العادة توحيد المحكومين بهذه الأنظمة، لتأثرها بالأهواء والشهوات، والمصالح