ـ(104)ـ وليكن مطمح كل مسلم وكل دولة إسلامية معاصرة: هو التوصل إلى وحدة الدولة الإسلامية، مهما تناءت الديار أو الولايات المحلية، أو إلى اتحاد يجمع المسلمين، وينأى بهم عن التفرق والتباعد، والى محو كل أشكال أو أسباب الفرقة الإقليمية أو الجغرافية، أو العنصرية أو المذهبية أو العرقية، فإن هذه الأمراض هي التي فرقتنا في الماضي، والتي يجب تجاوزها وعلاجها في عصرنا، من أجل تحقيق الخير للجميع، وإبعاد الشر وشبح الخطر عن الجميع، فنحن في حالة من التردي، والتشتت، والضياع، والمذلة والهوان، مالا نغبط عليه، بل هو أدعى للسخرية والتهكم. وإذا ظل المسلمون في القرن الحادي والعشرين القادم على هذا النحو من التباعد والتفرق فانهم سيتعرضون لمحن وويلات أشد، وستكون الخسارة والدمار أكثر مما نتصور، وليت ساعة مندم. ومن الغريب حقا ان أمة تنتمي إلى القرآن الكريم عقيدة ودستورا وعبادة ونظاما، تكون على هذا النحو من التشرذم والتفرق. ولا ينتظر المسلمون من أعدائهم انهم يقدمون لهم الخير على أطباق من ذهب، ان لم يتحركوا هم بأنفسهم نحو بناء عالم وحدوي جديد، لـه مفاهيم محددة، واستراتيجية موحدة، ومطالب محدودة، رضي الآخرون والأعداء بها آنيا أم غضبوا، فانهم بعد بناء الوحدة الدولية الإسلامية القوية، سيخضع لهم الجميع، فالعيب اذن في تفرقنا، وبعدنا عن وحدة الدولة أو اتحاد الدولة. وإذا تنكرت بعض البلاد الإسلامية في مبدأ الأمر لمبدأ الوحدة أو الاتحاد بسبب العلمانية ونحوها، فإنها في النهاية ستخضع للمنهج الوحدوي الصائب، وستقلع عن مبادئها وأنظمتها المتبادعة عن مظلة وحدة حاكمية القرآن، إذا حسن تسويسها