ـ(102)ـ وليس هناك أمة مثل الأمة الإسلامية لديها من الروابط الوثيقة، كوحدة الدين والعقيدة، ووحدة المبادئ الخلقية، والعبادات، ففي كل يوم يشعر المؤمن بالوحدة الإسلامية أدى العبادات اليومية على وجهها، فالرب واحد، والقبلة واحدة، والشعائر واحدة(1)، بل انه بعد سقوط الشيوعية عام 1989، وتتابع تصريحات كبار المسؤوليين الغربيين بأنه لم يبق أمامهم إلا الإسلام، يصبح من الضروري جعل مصير المسلمين واحدا، أما الخطر الواحد، والعاقبة الواحدة، ولكنهم لا يشعرون بهذا، ولا يلتفتون لمخاطر المخططات التي تدبر لهم في الخفاء. كل هذا يدعو المسلمين أكثر من غيرهم، بالحاج شديد، إلى ضرورة توحيد الصف والتجمع الواحد، أو الجماعة الإسلامية الواحدة، ان لم يعد ممكنا وجود حكم واحد أو إمامة واحدة، عملا بالتوجيه القرآني الكريم:?وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ? (المائدة:2). ولا يهم شكل التجمع الموحد، سواء أكان على النمط الأول في صدر الإسلام، ام على نمط جديد من اتحاد فيدرالي أو كونفدرالي أو غيره، لأن المهم تحقيق الجوهر والمضمون، لا الشكل والمظهر. وان المطالبة بتوحيد المسلمين وتحقيق جامعة إسلامية لإيراد منه المساس بكراسي ومناصب الحكام القائمين، ولا بأشكال الحكم في البلاد الإسلامية أو العربية، فلكل بلد نظام حكمه، وإنّما المراد تحقيق منهج التجمع الموحد أو الاتحاد المجمع في مظلة واحدة: هي أحكام الإسلام وشعائره، وعباداته _____________________________________ 1 ـ الوحدة الإسلامية لأستاذنا الشيخ المرحوم محمد أبو زهرة: ص 25.