ـ(101)ـ خلافات: الخلافة العباسية في المشرق (بغداد) والخلافة الفاطمية في مصر، والخلافة الأموية في الأندلس. وفي عصرنا بعد زوال الخلافة الإسلامية على يد أتاتورك مصطفى كمال عام 1924، وبعد التخلص من الاستعمار ظهر على المسرح الدولي الحاضر 55 دولة إسلامية اقليمية، تأثرا بظهور الدول الإقليمية، ومساعي الدول الغربية الاستعمارية، اتباعا لقاعدة «فرق تسد». ولكن مع الأسف الشديد، أدركت الدول المعاصرة ان قوتها بالاتحاد، فأميركا تشمل أكثر من خمسين ولاية، والدول الأوروبية تتجه للوحدة، بدءا من نظام السوق الأوروبية المشتركة إلى نطاق وحدة العملة الأوروبية «اليورو» في عام 1999، حيث قبله الآن إحدى عشر دولة، وينتظر انضمام حوالي أكثر من سبع دول أخرى إليه. وأما المسلمون فيتجهون إلى تجسيد التفرقة، وسياسة التباعد، وتعميق الخلافات، وبدا بصيص أمل مشرق ومريح في مؤتمر القمة الإسلامي الذي انعقد في طهران في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1997، حيث تحقق الحد الأدنى من التضامن الإسلامي، في بداية طريق أو منهج الإسلام الوحدوي، المأموربه في قول الله تعالى: ?وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ? (آل عمران: 103). وآل أمر الانقسام إلى ضعف المسلمين وتخلفهم، وتخلفهم، وتباينهم في المواقف، وتصادمهم في حل المشكلات المصيرية التي تهددهم جميعا، كقضية فلسطين وغيرها، ووجود ظاهرة الحقد والكراهية، وضعف الثقة أو انعدامها، وخدمة مصالح المستعمرين، ولا سيما الدول الكبرى.