ـ(91)ـ وجاء التعليم القرآني في هذا الصدد كالآتي: (وان أحد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه). واثر عن نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قولـه في مواصفات الإنسان المسلم وشخصيته الاجتماعية والقانونية: «... يسعى بذمتهم أدناهم»(1). ويوضح الإمام الصادق عليه السلام هذا الكلام قائلاً: لو ان جيشاً من المسلمين حاصروا قوما من المشركين فاشرف رجل، فقال: أعطوني حتى ألقى صاحبكم وأناظره، فأعطاه أدناهم الأمان، وجب على أفضلهم الوفاء به(2). ونقل عن الإمام علي عليه السلام في إحدى حروبه، عندما حاصر جيشه إحدى القلاع، وسمع ان عبدا مملوكا من المسلمين آمن أهل تلك القلعة، أجاز أماته، وفك الحصار عن تلك القلعة(3). ونقل الإمام الصادق عليه السلام عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: أيما رجل من أدنى المسلمين أو أفضلهم نظر إلى رجل من المشركين فهو جار حتى يسمع كلام الله: فإن تبعكم، فأخوكم في الدين. وان أبى، فابلغوه مأمنه، واستعينوا بالله عليه(4). وفي ضوء ما ذكرته المصادر المشار إليها، تستبين هذه النقطة أيضاً، وهي ان إعطاء الأمان لا يقتصر على إمام المسلمين أو أحد أمرائهم بل هو حق محفوظ _____________________________________ 1 ـ نفسه. 2 ـ نفسه. 3 ـ نفسه. 4 ـ جواهر الكلام 21: 21 كتاب الجهاد، الطرف الثالث.