ـ(79)ـ الموضوع في غاية الوضوح من منظار القرآن والمصادر الإسلامية الأخرى. ويعتبر حرمان الإنسان من الأراضي (استثمارا أو سكنا) مدانا ومر فوضنا من منظار العقل والقانون الإسلامي(1). بيد ان هذا الموضوع لاغبار عليه أيضاً، وهو: ان كل إنسان يستطيع ان يضيف إلى مقدار حقه في استثمار الأرض وتملكها عن طريق مشروع، وله ان يستأثر بقسم من الأرض وفوائدها عن هذا الطريق. يعترف الإسلام بهذا الاستثمار المشروع الذي نعبر عنه بالملكية الفردية، وينظر إليه باحترام. ومع ان الكون كله لله(2) من منظار الفكر الإسلامي، بيد ان الملكية الفردية حق الهي منح للناس في التشريع الإسلامي، وفقا لنظام خاص تم تحديده لممارسة هذا الحق. وقد جعل احترام الملكية الفردية من منظار التشريع الإسلامي كاحترام الدم على حد سواء(3). من هذا المنطق، فإن الأراضي التي يتملكها المسلمون أو الذين يعيشون في كنفهم عن طريق مشروع لا تنتزع منهم أبدا، حتى ان الحكومة نفسها لا تستطيع ان تتملك الأراضي المملكة. والآن يثار هذا السؤال وهو: كيف يتم استيلاء الحكومة الإسلامية على الأرض ويكون لها حق فيها؟ وما هي الطريقة التي يصادق فيها القانون الإسلامي _____________________________________ 1 ـ يمكن ان نستشف هذا الموضوع من الآيات التي نقلناها سلفا تحت عنوان (الأرض، والسكن ومحل استراحة الإنسان). 2 ـ ? لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ? ـ سورة البقرة 284 ? لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ? ـ سورة الشورى 49. 3 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «... لا يحل دم امرئ مسلم ولا ماله إلا بطيبة من نفسه منه» ـ الوسائل ج 1، باب 3 من الأبواب الخاصة بمكان المصلى.